أبــــــو هويــــــلة

أبــــــو هويــــــلة


ترنح أبو هويلة في مكانه و هو يضع أمامه الشيشة الممزوجة بقشور البطيخ << هف..رف..رف..رف..رف...>>،يمتص رأسها بنهم و الصوت يتراقص مع الفقاعات التي تصارع بغية الخروج من عمق الزجاجة المخنوقة سلفا...
ـ لم يتبق لنا الكثير من الوقت يا بو هويلة دقيقة ونكون ع الهوا
<< لحظة أفشّ غليلي ع ليّ راح و جاي على طول..>> كلمات قالها ويلتصق فمه بأنبوب الشيشة مرة أخرى فتبزغ عيناه محمرتان دما و كأنه قاب قوسين على توديعها أو أدنى.
......................مساكم علكة و زيزفون....كيف الحال ...لا ينسى أحد أننا انتصرنا رغم ما حدث و ما كان هذا ليتحقق لولا حزم الزعيم و ابن الزعيم و يموت إلي يكرهنا،يعيش الزعيم و يومكم مبارك..ضيفي في هذه الحلقة الأستاذ سمباط أبو سنبل الفيومي، زملكاوي أصيل ، أصل أمه أهلاوية ..شوفو التنوع و الديموقراطية ، هي دي أرض البيرو،عفوا الدي..احنا كنا نقول إيه...
ـ إزيك يا باشا....
ـ والله كويس إزاي الولاد و بخيتة..
يقاطعه و هو يلملم الأوراق التي تناثرت على الأرض
ـ الناس موش مصدقة....إزاى حصل دا...إحنا.. ـ تسيل دموع بغزارة ـ إحنا تهزأنا يا سمبل والله العظيم اتهزأنا...إحنا منروحش جنوب أفريكا؟..مش مأبول مش معأول
و يتعانق كلاهما و يشتد النحيب...و كل شيئ يحدث على المباشر
ـ معاي إتصال..أيو مين معاي...الست أم محاسن إزيك و إزاي أبو محاسن إنت عا الهوا
ـ إزيك ..والله واحشني بشكل..منور التلفزيون ببرنامجك مربع الظلمة
ـ آه آه شفت المصيبة إلي حصلت ..إزاي حصل دا
ـ و الله مؤامرة و إلي مخطط لها شرير كتير..إسألني أنا
و تنذرف الدموع مرة أخرى و يعم الشخير و النحيب
ـ والله دول يتمونا منهم لله و العبّارة راحت و ركابها غرقوا منو لله إلي كان السبب..
ـ إستني اختشي على أمك شوية إحنا فين و العبّارة فين...إقطع عنها الإتصال دي حا تخرب بيوتنا.
ـ مكالمة ثانية ألو مين معاي ..سكينة ..إنت فين ياسكينة هو جوزك رجع من الغربة ؟
ـ إزيك يا منورنا دا جوزي بيسلم عليك و هو أصلو ما هاجرش لبعيد لبعيد.. كل ما في الأمر سافر كزا كيلو و عبر الحدود ، و استقبلوه هناك بالورد أصلو أخذ الجنسية إلي بيسموها إمرائيل آه هو مش بعيد.
يا روح إمرائيل إسكتي إختشي و هذا كلام يقال على المباشر؟ يروح عا إمرائيل و تقوليها ببجاحة...
ـ عودة إلى ضيفي العزيز الذي قضي عشر سنين بشحمها و دمها عندهم و سمعوه هناك مزامير و طبول و عوّروه حتة تعويرةالبارح...ورّيهم يا بيومي الجراح الي شفناها البارح على المباشر.
و لما رأى فيه نوعا من التمنع قفز إليه ممسكا بالجلابة مسكا حتى لاحت الكتف سليمة لا عيب فيها و لا جراح
ـ هو الجرح راح فين دانا شايفو البارح.
ـ يا باشا إنتو صورتوني لما كنت في البروفة ، إحنا كنا نمثل الفلم الجديد بتاع أبو الفتوح بطولة جمال إمام و عادل جمعه و إخراج الأفندي الي يسموه شميعه
ـ يخرب بيتك و بيت الي خلفوك دا كلام تقوله عا الهوى يا طايش يا بتاع زيزي و فيفي..
و يحرك يديه طالبا من المخرج قطع البرنامج لكن رد المخرج كان بالنفي لأن البرنامج قد حقق نسبة مشاهدة عالية .
ـ معاي اتصال؟ أيوه مين؟ الباش مهندس كوشة..إزيك و إزاي المدام
ـ والله لنا الشرف أنّانشارك في برنامج ناجح زي دا.
ـ أنت متابع الأحداث؟
ـ آه طبعا طبعا
ـ كنت هنا و لا هناك
ـ لا هنا ولا هناك
ـ أمّال إزاي ... على الله شفت إلي حصل لنا
ـ والله العظيم حرام عليهم هادول بلطجية درجة أولى و ثانية و ثالثة
ـ شفت حمام الدم إلي عيشونا فيه ؟
ـ أمّال منهم لله و منو لله إلي كان السبب القطار يا بيه التحم بالثاني و الجثث متقطعة منو لله رئيس القطر و وزير المواصلات ليه ما قدمش استقالته
ـ انت فين و إحنا فين... يا ....
و يقفز بو هويلة من مكانه صوب الكاميرا فيمسكها من مقدمتها << إنت مع مين معانا ولاّ معهم ..سودة ولاّ خضرا قولي؟ ..و ينفجر المكان لما سمعها تقول <<..معاك يا الخضرا..ديري حالا..>>.


عليان محمد.