كفــــانا تشهيــرا بأهــل القرآن الكريم كفــــانا تشهيــرا بأهــل القرآن

كفــــانا تشهيــرا بأهــل القرآن الكريم حرب ضروس تشن هذه الأيام و تستعمل فيها جميع الوسائل خاصة على الساحة الإعلامية ضد التيار الديني الذي أخذ يتربع على عرش القلوب من خلال الشاشات.حيث أصبح الإعلام خاصة المكتوب
همه الوحيد هو إحصاء المبالغ المالية التي يتحصل عليها الإمام فلان أو الداعية علان ...و القائمة طويلة.
فالشروق اليومي في عددها (2411) بتاريخ "الأحد21 رمضان 1429ه الموافق ل 21سبتمبر2008م.و في صفحتها (25) و بالبند العريض تفتتح مقالا(( الشروق تكشف أجور المقرئين في العالم العربي)) عنوان يحمل في طياته عشرات التساؤلات و مئات التأسفات ، حيث خيل لي و أنا أقرأ المقال أن الكاتب قد حرر مقاله بروح كلها سعادة و كأنه يكشف لنا عن خيوط فضيحة أخلاقية أو
جريمة هزت عالمنا العربي الذي يتعرض لخفافيش ليلية ألا و هم رجال نذروا أنفسهم للقرآن الكريــم.
و الله عيب ...ففي الوقت الذي تتعدى فيه أجور معظم المغنين أو المغنيات أو غيرهم من أهل الفن إلى
بضعة من المليارات للحفلة الواحدة.لا يتحرك قلم واحد ليستنكر هذا،أو يبيّن لنا أين تصرف المليـارات.
نحن هنا للأسف نمارس جلد الذات لأن كتّاب مثل هذه المقالات من جلدتنا لكن علينا أن نقـوّم اعوجاج ساق الشجرة الفتية من حين إلى حين حتى يستقيم عودها .و هنا يحقّ لي أن أتسـاءل:"ما هي البرامج التي يلتفّ حولها أفراد الأسرة الواحدة ؟.. هل يفضلون برنامجا تهز فيه بطون الفاجـرات السافرات لتثار فيه جميع الغرائز الحيوانية أم يفضلون برنامجا يسمعون فيه الكلمة الطيبة و النصيحـة الثمينة التي تقربهم من الخالق القدير ؟
اختر أنت ما شئت ...لكن أنا أعلم أن مجتمعنا قد كره كشف العورات أمام أفراد الأسرة الواحدة ففر ّبكيانه إلى البرامج التي تسمو فيه الأرواح إلى رب الأرواح ...نعم فهم يشاهدون قصص الأنبياء لعمرو خالد و السيرة النبوية العطرة مع الشيخ الحويني والقرآن الكريم مع العفاسي ...و بكل إيجاز أصبح الناس يلتفّون
بالمجالس التي تحفها الملائكة أكثر من أي برنامج آخر. أم أن المال أصبح حكرا على فئة ضالة فقط؟؟
كلا و ربي ، فالمال نعمة أدعو من الله أن تكون بين يدي واعظ ينفقها على طاعة خير من أن تكون بين أيد تصرفها على الخمور و المخدرات و دور البغاء .
المقال يتأسف صاحبه في كل مرّة عن المبالغ( الفلكية) و المميزات (5 نجوم) التي يحظى بــها قارئ القرآن الكريم في صلاة التراويح ...لكن المؤسف كذلك أن الكاتب قد اختلط عليه الأمر بحيث راح يعامل صلاة التراويح و كأنها حفل ساهر .أسألك بالله ألا تعرف الفرق؟
أمّا عن ميزات المقرئين ..فحدث و لا حرج ..لكن المؤكد أن صاحبنا لا يعرف شيئا عن صلاة التراويح،لأنه لو عاشها لعشقها و تعلق فيها بالصّوت الرخيم العذب الذي يسمو بالروح إلى قمة الخشوع ،فليس عيبا أن يبحث المسلم عن إمام يوفر له كل ذلك .فنتمنى أن نعرف قيمة المقرئين حتى تكون الفرصة و يتنافس المتنافسون على حفظ القرآن و قراءة القرآن و تجويد القرآن ،أليس من حق القرآن و قارئ القرآن أن يحظيا باهتمام جاد .
أدعو أن يستمر هذا الأمر الذي تراه أنت مفسدة و أرجو أن تصب جميع أموال النفط في خدمة القرآن الكريم وحفظته حتى يعاد لنا شرفنا و عزتنا.ألم نكن نحن العرب قبل نزول القرآن الكريم على سيد الخلق محمد صلّى الله عليه وسلم أشد ألمم جاهلية .فما الذي وحّدنا بعد تشتت و سما بنا إلى سماء العز و حفظ لنا كرامتنا أليس القرآن الكريم المعجزة الخالدة .و هل نسيت أن رجلا واحدا استطاع إقامة أعظم دولة في التاريخ و في عشر سنوات فقط...إن ذلك لم يكن ليتحقق بوحدة إقليمية ولا إقتصادية بل بوحدة دينية و اسأل التاريخ الذي لن تجد فيه إلا جملة واحدة قالها العلامة ابن خلدون ((العرب أمة لا يوحدها إلا زعامة دينية.

عليان م